الصدق منجاة هكذا تعلمنا وهكذا أوصانا ديننا السمح فمن أهم مبادئ الإنسان المسلم ، أن يصدق في كل شيء ، وألا يكذب حتى ينج بنفسه من أي موقف ، حتى وإن كان ينتظر العقاب من شخص ما فبالتأكيد غضب البشر وعقابهم ، ولن يكون مثل غضب المولى عزوجل ، الذي يرانا ويسمعنا حتى وإن لم نتكلم .
سالم طفل جميل ومهذب للغاية ويحب الحلوى كثيرًا ، وكان دائمًا ما يطلب سالم من والدته ، أن تعد له قالب من الحلوى الشهية وكانت أمه تسعد بإعداد كل ما يحب له ، وذات يوم ذهب سالم إلى أمه وطلب منها أن تعد له قالبًا من الحلوى الشهية ، التي طالما أعدتها له بكل حب وسرور ، فبحثت أمه عن بعض البيض من أجل تنفيذ طلبه ، ولكنها لم تجد بالمنزل .
ذهبت الأم الطيبة إلى سالم ، وطلبت منه أن يهذب إلى المتجر القريب ، ويحصل لها على بعض البيض من أجل حلواه ، فتبسم سالم وسألها إن كانت تريد شيئًا آخر ، فربتت أمه على كتفه وقالت له عد سالمًا يا سالم .
خرج سالم من المنزل وقابل في طريقه صديقه باسم ، فسلم عليه وسأله عن وجهته ، فأجابه أنه ذاهب إلى المتجر القريب لشراء ، بعض احتياجات المنزل ، فتهلل سالم فرحًا وأخبره أنه ذاهب إلى نفس المتجر ، فسارا سويًا حتى وصلا إلى المتجر .
قضى الصديقان بعض الوقت داخل المتجر ، ريثما أنهيا طلباتهما ثم عادا مجددًا في طريقهما إلى المنزل ، ولكن للأسف أثناء سيرهما ، وتعثر سالم في حجارة أسقطته أرضًا وتكسر البيض الذي اشتراه لأمه .
نهض سالم وهو يبكي بشدة ، لأن البيض الذي اشتراه تكسر كله ، وقلق بشأن أمه وما سيخبرها به ، لأنها بالتأكيد سوف تغضب منه ، وتعاقبه بشأن ما فعله بالبيض ، فقال له صديقه لا بأس ، أخبرها أن الأموال قد سقطت منك ، وأنك بحثت عنها في كل مكان ولم تجدها ، ولذلك لم تشتر البيض من الأساس .
فكر سالم قليلاً ثم أجاب صديقه بضيق ، أنه إن كان لن يخش غضب أمه ، أو كذبه عليها بشان ما حدث ، فإنه بالتأكيد يخش غضب الله عزوجل ، ولا يجب أن يتجاهل نظر المولى له ، ولكن حاول صديقه أن يقنعه بأنها كذبه بيضاء ، وسوف تنجيه من العقاب ، بل وغضب أمه أيضًا ، ففكر سالم قليلاً وسار نحو المنزل وهو يفكر عما سيقول لأمه ، وكيف يمكنه أن يفعل ما نصحه به صديقه ، وظل ضميره يؤلمه بشدة وهو في الطريق إلى المنزل ، ثم اتخذ سالم قراره عندما وصل .
طرق سالم الباب ففتحت له أمه ، ونظرت له بدهشة وإلى ثيابه المتسخة ، فانزعجت وسألته عما ألم به ، فبكى سالم ثم روى لها ما حدث بالتفصيل ، دون كذب أو مراوغة ، فربتت أمه على كتفه وقالت له ، حمدًا لله أنك بخير .
ولم تكذب بشأن ما حدث ، فإذا كنت تستطيع الكذب علي ، فلم تكن لتستطيع الكذب على الله ، فهو مطلع علينا جميعًا ، هيا يا صغيري اذهب وبدل ثيابك ، لأعطيك مالاً آخر ، وتأتي ببيض جديد ، حتى نصنع الحلوى اللذيذة سويًا ، فأنت بالفعل تستحقها عن جدارة .