قام حجا بزيارة صديق له يعمل وزيرًا عند الوالي في بلدة بعيدة وكان يحكم هذه البلدة والي لا يميز بين الحق والباطل وبعد وصول حجا ، طلع في رأس الوالي أن يعلم حماره الحروف الهجائية فطلب الحكيم وطلب منه تعليم حماره الحروف الهجائية فاستنكر الحكيم هذا الطلب ، ثم قال له حمار ويتعلم لم أسمع عن مثل ذلك في حياتي ولا في حياة آبائنا .
فغضب الوالي غضبًا شديدًا وأمر بسجن الحكيم ، ثم أعلن الوالي أنه سوف يقدم مكافأة عظيمة جدًا لمن يقوم بتعليم الحمار الحروف الهجائية والتي يجهلها الوالي نفسه ، فسمع حجا عن هذا الإعلان فذهب للوالي وقدم نفسه على أنه مُعلم للحمير والبهائم وقال حجا للوالي إنه مغرم بتعليم الحمير ولديه مدرسة في البلاد البعيدة والتي تعلم الحمير أ ، ب و ليس هذا فقط بل تعلمهم أيضًا اللغات الأجنبية ففرح الوالي فرحًا شديدًا واتفق الوالي مع جحا أن يبدأ بتعليم الحمار .
واشترط حجا على الوالي أن يعلم الحمار في غرفة معدة خصيصًا لذلك داخل قصره وأن يعطيه مهلة ثلاث سنوات وأن يشترك الوالي يوميًا لمدة ساعة في الحصص الدراسية التي سوف يقدمها حجا للحمار ، وأن يشاركه في حل الواجبات ، فوافق الوالي تقديرًا لدور هذا المعلم القدير وقرر صرف راتب له طوال تلك المدة معلنًا أنه لو نجح في تعليمه فسوف يعطه جائزة كبيرة تضمن له العيش بثراء طوال حياته .
وحذره من فشل مهمته قائلًا : لو فشلت يا جحا في تعليم الحمار فسوف أسجنك وأضربك بالسياط ما دمت حيًا فقبل جحا بشرط الوالي وتعهد بذلك أمام حاشيته ووزرائه الذين استغربوا بشدة هذا التهور من جحا واعتبروا عمله هذا جنونًا فلما خرج جحا من مجلس الوالي استوقفه صديقه الوزير وقال له أيها الأحمق كيف تطلب لنفسك هذه المهمة وكيف توافق على شرط الوالي ، أمجنون أنت .
فضحك جحا طويلًا وقال يا أخي في هذه السنوات القليلة سوف أبذل جهدي لتعليم الحمار فإن لم يتعلم وذلك مؤكد فسوف يتعلم الوالي وعندها سوف يميز بين الخطأ والصواب وأكون بذلك قد خدمته وخدمت البلدة كلها ، أما إذا لم يتعلم أحد منهما فسوف أطلب تجديد المهلة مدعيًا أن الحمار بدأ يتعلم ولكنه يحتاج لفترة زمنية أطول وفي هذه الفترة إما أن أجن أنا أو ينتهي عمري فأموت أو يتعلم الوالي أو يجن وينتهي عمره فيموت .
من نوادر جحا ..