قصة رواية بلد الثلوج الحب والمستحيل هما تعبيران قد يلتقيان ليصنعان حالة إنسانية معقدة
يضيع من خلالها الشعور بالجمال والحياة ،
وهذا ما قد ظهر بوضوح في رواية “بلد الثلوج” التي تأخذ القارئ إلى رحلة بمنطقة جبلية منعزلة تقع غرب اليابان .
قصة رواية بلد الثلوج
نبذة عن المؤلف :
ياسوناري كواياتا هو كاتب ياباني وُلد عام 1899م ، وقد أبدع في فن الرواية والقصص القصيرة ،
وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ، وقد أصبح أول أديب من اليابان يحصل على هذه الجائزة العالمية ،
توفي عام 1972م ، ومن أهم أعماله التي تُرجمت إلى العربية رواية “بلد الثلوج”.
قصة رواية بلد الثلوج
أحداث الرواية :
يقوم الكاتب بتقديم بطل الرواية الذي يُدعى “شيمامورا” وهو رجل ثري يحب الفنون ؛ كما أنه عاطل عن العمل ،
وقد هرب من طوكيو تاركًا حياته الزوجية التي أراد أن ينساها ، فذهب إلى قرية تُعرف ببلد الثلج ،
وهناك يتعرف على فتاة وهي ابنة لشخص يقوم بتعليم الرقص .
وصف الكاتب الفتاة على أنها جميلة وفي بداية حياتها الشبابية ،
يطلب منها أباها أن تفعل بعض الأشياء من أجل أن تقوم بتسلية الضيف مثل الغناء والرقص ؛
وذاك لأن الجيشا التي كانت تقوم بهذه الأشياء قد أصابتها وعكة صحية ،
فترتكز الأحداث داخل الرواية على طبيعة العلاقة بين شيمامورا والفتاة .
حينما يحل فصل الشتاء ؛ يقوم شيمامورا بمغادرة القرية عائدًا إلى طوكيو وهو عازمًا العودة إلى القرية مرةً أخرى خلال فصل الربيع القادم ،
وقد لجأ الكاتب إلى توضيح المتغيرات التي تحدث خلال فصول السنة والتي تؤثر بدورها على طبيعة العلاقة والتغيرات الطارئة عليها .
يتعرف شيمامورا على ابنة المعلم خلال فصل الربيع ؛ حيث الزهور المتفتحة والحياة التي تبدو بلون جميل في بلد الثلج ،
وتأخذ العلاقة طابع الصداقة لأن شيمامورا يرى في الفتاة التي تُدعى “كوماكو” صفة الطفولة التي تقتحم الشباب ،
لذلك كان يراها طفلة شابة يتوجب عليه حمايتها ؛ غير أن كوماكو تترك عواطفها أسيرة لذلك الرجل .
تبدأ مرحلة جديدة بين الطرفين خلال فصل الخريف وهي مرحلة الابتعاد بينهما ،
وحينما يحل فصل الشتاء وتساقط الثلوج التي تصنع البرودة بقلب شيمامورا كما تصنعها في الجو المحيط ،
فيتجه إلى الاهتمام بإحدى الخادمات الجميلات التي تُدعى “يوكو” وهي تعمل بالخان الذي يعيش به .
حينما يقوم شيمامورا بزيارة بلد الثلج مرة أخرى ؛ تكون كوماكو قد تبدلت مرحلة الطفولة بداخلها لتصبح امرأة ناضجة ،
فتسأله عن سبب عودته ؛ فيجيبها أن لديه الرغبة في رؤيتها ،
وهنا تحدثه بكل صراحة بأنها تعلم أنه كاذب وأنها لا تحب أهل طوكيو لأنهم يُعرفون بالكذب دائمًا .
أصبحت كوماكو شخصية قوية ومستقلة عن كل المشاعر التي كانت تسيطر عليها في السابق ،
فيبدأ حب شيمامورا لها يدخل في مرحلة الفتور ،
وحينما يحل الشتاء يكون قلب شيمامورا قد أصبح مظلمًا وباردًا ؛ لتنتهي كل المشاعر المشتركة التي كانت بينهما ذات يوم ،
وتصبح الصورة بداخلهما واقعية جدًا ؛ حيث أنه رجل من المدينة وهي فتاة ريفية .
ومن هنا تبدأ نقطة التحول في حياة شيمامورا الذي يتجه إلى الاهتمام بخادمته التي يرى فيها الصورة
التي تشير إلى برودة العزلة التي تحل ببلد الثلج ؛ إنها البرودة ذاتها التي قتلت كل المشاعر التي جمعت بينه وبين كوماكو ،
وتنتهي أحداث الرواية بالانتهاء العلاقة إلى الأبد بين شيمامورا وكوماكو ،
كما تموت الخادمة يوكو بعد نشوب حريق بالكوخ الذي تعيش به ؛
فتقوم برمي نفسها من الدور الثاني لتحتمي من هول النيران القادمة عليها ؛
غير أنها تفارق الحياة وتنتهي الرواية بهذه الصورة المأساوية للفراق .
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا
