قصة حريق غير كاملقصة حريق غير كامل

قصة حريق غير كامل الكاتب أمبروز بيرس يُعد من أبرز كتاب الأدب الساخر ؛ وُلد في أوهايو عام 1842م ،

قام بالمشاركة في الحرب الأهلية ، كتب العديد من القصص القصيرة الناجحة ،

تُوفي عام 1912م ، ومن بين القصص القصيرة التي كتبها قصة “حريق غير كامل”.

قصة حريق غير كامل

القصة :
ذات صباح في يونيو من عام 1872م ؛ قتلتُ أبي ؛ الحدث الذي ظلّ مؤثرًا في حياتي بتلك الفترة الزمنية ؛

وذلك قد فعلته قبل زواجي ، كنت أعيش مع والديّ في ويسكونسن ،

كنت في مكتبة المنزل مع أبي تقسمنا السرقات التي قمنا بها في تلك الليلة ؛

وكانت تتكون معظم السرقات من الأدوات والأجهزة المنزلية ،

والقسمة العادلة كانت صعبة ؛ ولكننا قد اتفقنا على تقسيم معظم الأشياء .

جاءت المعادلة الصعبة ؛ حينما كان معنا صندوق موسيقي واحد فقط ،

ولك أن تتخيل تقسيم صندوق واحد على اثنين ؛

ذاك الصندوق الذي جلب اللعنة لعائلتي ؛ إذا لم يكن موجود كان سيظل أبي على قيد الحياة .

تميز الصندوق بشكله الجميل ؛ فكان عملًا فنيًا مميزًا وفريدًا من نوعه ؛

وكان مُرصع ببعض الأشكال المصنوعة من مواد باهظة الثمن ، وقام أبي بعمل الفعل المُشين ؛

حيث قام بإخفاء الصندوق ؛ وكنت أعلم أنه قام بذلك ؛ ولكنه كان يُنكر أنه أخفى الصندوق الموسيقي .

كان الصندوق الموسيقي مُخبأ تحت عباءة والدي ؛

ولكنه لم ينتبه أن ذلك الصندوق يغني حينما يظهر ضوء النهار ؛

ولكنني كنت أعلم ذلك الأمر ، وبالفعل حينما اخترق الضوء نافذة غرفة المكتبة بدأت أسمع صوت النغمات .

تسللتُ إلى غرفة المكتبة وانتظرت قدوم أبي الذي لم يتأخر ؛

وحينما أتى أخرجتُ الصندوق الموسيقي ووضعته فوق المكتب ؛

ثم أمسكتُ بمطرقة نستخدمها في فتح الأبواب المتعثرة ؛

ورفعتها بكل قوتي مُهددًا أن أنزل بها فوق الصندوق الموسيقي حتى أقسمه نصفين ؛

ثم قلت لأبي : إذا أردت ذلك ؛ سيكون هكذا أفضل ..

كان أبي يحب الموسيقى جدًا ،

كان يلمس الصندوق الموسيقي بكل عواطفه ومشاعره الحزينة التي تترقب خسارة ذلك الصندوق ؛

فقلتُ لأبي : لا أريد أن أناقش صفاء نيتك أو هدفك مما حدث ؛

ولكنني أريد نصيبي فقط من ذلك الصندوق ،

بعد لحظات من التفكير قال أبي بحماس : لا.. لا أستطيع أن أفعل هذا .

أحيانًا كنت أشعر بالفخر بأنه أبي ؛ ولكن قانون العمل هو قانون العمل الذي لا يقبل تغيير أو جدال ،

شعرتُ ببعض الاضطراب الذي أصاب عقلي ، ولم أشعر إلا وقد أصبح أبي جثة هامدة ،

كنت أعلم أن أمي قد تأتي في أي لحظة وترى جثة أبي ؛ فقمت بإعطاء أجازه لجميع الخدم عندنا في البيت ؛

ثم ذهبتُ إلى أحد رجال الشرطة المقربين إليّ ؛ وحكيتُ له ما حدث ؛

فنصحني أن أُخفي جثة والدي بخزانة المكتبة ثم أقوم بحرق المنزل .

حملتُ جثة أبي داخل الخزانة التي أخرجتُ رفوفها حتى أستطيع وضع الجثة بالداخل ؛

ثم أشعلت النيران في المنزل ، ابتعدتُ عن المنزل الذي كان ضوئه مُشعًا من أثر النيران ؛

واعتلت الصرخات من كل أنحاء المنطقة ، ورجعتُ بعد حوالي ساعتين لأرتقب الموقف عن قُرب .

هناك وجدتُ المفاجأة التي لم تكن في الحسبان ؛

حيث حرقت النار كل شيء حولها من الستائر والأثاث ؛ غير أنها تركت المكتبة على حالتها وبداخلها أبي العزيز ؛

الذي لم تقترب منه أي شعلة من النيران ؛ مما أصاب الناس بالذعر الشديد من هول ذلك المشهد .

بعد مرور ثلاثة أعوام على تلك الحادثة الأليمة التي محوتها من ذاكرتي ؛

ذهبت إلى نيويورك للقيام بتمرير بعض الأموال المزيفة ،

وهناك رأيتُ في متجر للأثاث تحفة فنية كانت تطابق واحدة من التي كانت في مكتبة أبي ؛

وحينما ذهبتُ لشرائها ؛ قال لي البائع أنها مصنوعة من مواد ضد الحريق ؛

حيث أنها كانت ذات يوم في مكان يحترق بأكمله ؛ غير أن النار لم تؤثر فيها ،

لم يعد عندي الرغبة في اقتناءها بأي ثمن ؛ حتى لا تصحو ذكرياتي المؤسفة.

القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : Una conflagración imperfecta

إقرأ المزيد من القصص على موقعنا

تابعونا على الفايسبوك

By Lars