قصة نهاية الطريق تعد من أروع ما كتب جون بارث تتناهى القصة إلى غموض العاطفة الدينية
ليكسبها نوعًا من جو صوفي رفيع يسمو بها إلى أعلى درجات الفن .
نبذة عن المؤلف :
الكاتب الأمريكي جون بارث من مواليد عام 1930م ، أشتهر بكتابة القصص القصيرة وتميز أسلوبه بما يعرف بما بعد الحداثة ،
شهد على المذهب الواقعي كان له مكانة كبيرة فيه .
قصة نهاية الطريق
هناك بين تلك الصخور المحيطة ببحيرة كومو على ضفاف الجبل الذي يرتفع عن البحيرة ثلاث آلاف قدم ،
تقع الكنيسة الصغيرة التي عبث بها الزمن ، تتطل على قريتي كادناييا ومناجيو ،
يدور بكل ذلك المحيط من الجبال العالية والذوائب التي تتناهى سفوحها إلى جبال الألب العظيمة ،
كان القوم يحجون كل عام إلى الكنيسة مرة ، لكي يتضرعون إلى الله لينزل عليهم الغيث .
وكان بلاجدن يصعد في طريق متموج ، امتد الطريق بين مجموعة من المنازل الزرقاء بزرقة الماء ،
وأشجار السرو تتلاقى على الجبال ، تقدم بلاجدن صاعدًا إلى الكنيسة بكل ما يدور حوله من آيات الحسن والجمال ،
ولكنه وجد في بردها وظلامها حائلين يقومان من دونة ، ولكنه تخطى الباب ودخل ،
وخطى بعض خطوات كان لواقع أقدامه رنين ،
وجد في الركن أربع شمعات موقدات فأتجه نحوهم و تجلى له صورة مريم في إطار بسيط مذهب تم تثبيت خنجر دقيق ذو نصل رهيف أسفل اللوحة .
انثنى بلاجدون للخنجر ينزعه مفكرًا ولكن انبعث من ورائه في الظلام صوت
يقول : أيها السيد لا أحب هذا الخنجر أن يُمس ،
التفت بلاجدون وراءه فإذا بشبح يرتدي مسوح الرهبان قد هزل جسمه وشحب وجهه وتهدل شهره الأشيب ،
ولم يبقى من هذا الراهب إلا ذكاء قليل وعينان مضيئتان ،
أما بقية وجهه فقد كان شبيهًا بوجوه الموتى .
فسأله بلاجدون لماذا فقال يا سيدي إن لذلك قصة فهل لك في سماعها ؟ ،
فأومأ بلاجدون بنعم ، فسار في الظلام حتى بلغ الصف الأول من مقاعد صغيرة وقد استوى أمامهما رسم السيدة مريم وعليه أضواء الشموع ،
وقال الراهب كان ذلك منذ أمد بعيد حين كانت روزا تعيش مع أبويها بمنزل صغير في مناجيو تراعى الماعز ،
فتسحب كل يوم تحت الشمس وكانت تغنى وتطرب الجميع كانت فتاة لا تخجل من الشمس .
وقد كان هناك جيوفاتي الذي يغدو كل صباح وكانت ترشفه بأوراقها وقلوبها من وراء النافذة الصغيرة ،
كانا طفلين رعتهما العناية يا سيدي وغفل عنهما الدهر ،
كثيرًا ما كانا ينفقان الليل سامرين جالسين على البحيرة ،
وكان الناس يرددون أن زوجهما يتم في موسم جني العنب ، وقد كان ،
لولا أن بدت قوة جديدة في الأفق هي تلك الكنيسة ،
أرادت الفتاة أن تدخل إلى الدير وتجعل من ذلك حجابًا كثيفًا فتوصد عليها باب الدير العتيق .!
أما جيوفاني فقد جن جنونه وطار عقله ، لعلها كانت تحب الفتى ولكن شيئًا أعظم من حبه وأعتى من الغرام ،
ابتهلت الفتاة لكي يضاء لها الطريق ولكنها اختارت الدير دون أن ترى حبيبها مرة أخرى ،
فانطلق الفتى إلى ذاك الطريق ثم طعن قلب العذراء ،
واختفي بعدها يومين ثم عاد دون أن تمحى أثار الجنون على وجهه ،
وهنا قابلته جنازة الفتاة ،
قد ماتت في الدير جاثية على ركبتيها في اللحظة التي طعن فيها الفتى صدر العذراء ، ولم يكن لموتها سبب واضح .
إنما سر غاب عن أذهان البشر ودق في إفهام الناس ،
قد أخبرته الراهبات أنها كانت تبتهل إلى الله أن يمنحها قوة ،
ثم غادر بلاجدون وهو يقول على أي حال فقد اختارت الفتاة دين الله على جيوفاني .
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا