يحكى أنه ، كان في قديم الزمان ، رجل ، كان متزوجًا من النساء ثلاث ، أخذ يعدد الواحدة ، تلو الأخرى ، حتى وصلن إلى ذلك العدد ، وكان ذلك الرجل ، لا يمتلك في حياته ، إلا حمارًا واحدًا ، أما المنزل الذي كان يسكن فيه ، مع زوجاته الثلاث ، فقد كان بيتًا بالإيجار .

وذات يوم من الأيام ، أحب ذلك الزوج ، أن يقوم باختبار زوجاته الثلاث ، ويتعرف على مقدار حب كل واحدة من الزوجات الثلاث له ، فجاء في يوم ، واتفق الرجل مع جار له ، كان يصغره في العمر ، إلا أنه كان يأتمنه على كافة أسراره .

وضع الرجلان الخطة معًا ، والتي كانت تتمثل في أن يمثل الجار بأن الرجل ، متعدد الزوجات ، قد وافته المنية ، فيقدم الجار المخلص ، العزيز ، إلى بيت جاره ، ويكفنه ، ومن ثم يضعه في القبر ، وكان من ضمن الاتفاق ، أن يجعل الجار في قبر الرجل ، فتحة تمكنه من أن يستنشق من خلالها الهواء ، بالإضافة إلى أن تجعله يسمع جميع ما سيقال بعد وفاته عنه .

وبالفعل ، فقد فعل جار الرجل ، جميع ما تم الاتفاق عليه ، من قبل الطرفين ، وبعدما أدخل الجار الرجل إلى القبر ، المخصص له ، أتت زوجاته زوجة تلو الأخرى ، حيث أتت الزوجة الأقدم في البداية ، فقالت لزوجها الميت ، كأنه تحادثه : ” رحمة الله عليك يا زوجي العزيز ، ولسوف أسامحك من كل قلبي ، على جميع ما فعلته بي ” .

هنا قال الزوج في نفسه ، وهو موجود في قبره : ” صدقت يا زوجتي ، فنعم الزوجة أنت ، فأنت أكثر زوجاتي ، التي قد عانت معي كثيرًا ، ولا أنسى أنك قد تحملتني طوال حياتك ” ، بعد قليل ، قدمت الزوجة الأخرى ، التي تليها ، وقالت محدثة زوجها المتوفى : ” لن أسامحك على جميع ما فعلته بي أيها الزوج ، فأنت كثيرًا ما عبثت مع العديد من نساء الحي ، فضلًا عن أنك استخففت بحبي لك ” .

فحزن الرجل حزنًا شديدًا ، من جراء قهره ألى زوجته ، واستخفافه بمشاعرها طيلة حياته ، بعد قليل ، أتت الزوجة الثالثة ، والأخيرة ، وقالت محدثة زوها ، الذي وافته المنية : ” فراقك ، وبعدك ، على عيني ، أيها الزوج الحبيب ” ، هنا فرح الرجل كثيرًا ، ومن ثم قال : ” نعم ، هي الزوجة التي فيهن ،فهي الأصغر ، والأكثر دلالًا بين زوجاتي الثلاث ” .

بعد بضع ثوان ، استكملت الزوجة حديثها ، وقالت : ” سأنفذ وصيتك ، التي أوصتني بها يا قلبي ” ، فأخذ يسأل نفسه ، ويقول : ” أي وصية لك التي تقصدها ؟ ” ، كما استفسرت منها الزوجتان الأخرتان ، فأجابتهما قائلةً : ” لقد أوصاني زوجي ، واستحلفني كثيرًا بالله ، أن أبيع الحمار ، الذي يملكه ، وأن أتزوج من جاره ” .

By Lars