في يوم من الأيام ، اجتمعت النحلات الصغيرات مع بعضهم البعض ، ولكن من بين النحلات الصغيرة ، كانت توجد نحلة ، تختلف عنهم في الشكل ، فصاحت النحلات فيما بينهم ، أن تلك النحلة ليست منهم ، فهم لا يعرفونها حقًا ، ولا ينبغي أن تكون كبقية النحلات .

تكاتف النحل جميعه ، وأخرجوا النحلة المختلفة ، من خارج الخلية كلها ، وتركوها وحيدة في الخارج ، فحزنت النحلة الحلوة أشد الحزن ، على ما فعلوه بها ، وصممت أن تثبت نفسها ، حتى وإن كانت ستكمل الطريق وحدها ، لكنها ستأخذ بحقها منهم ، مهما صار .

أخذت النحلة الحلوة تفكر في حل ، يخرجها من تلك المشكلة ، وأن تتسيد بقية النحل ، الذين استبعدوها ، خارج خلية النحل ، أخذت النحلة تسعى ، وتسعى ، حتى وصلت إلى المملكة الواسعة ، العملاقة ، الخاصة بملكة النحل ، وعندما طرقت عليها الباب ، تعجبت الملكة ، لما فتحت لها ، وقالت لها : ” من أنت ؟ وكيف أتيت إلى هنا ؟ ” .

فكرت النحلة الحلوة قليلًا ، ثم قالت للملكة : ” أيها الملكة العادلة ، جئت أشكو إليك ، فقد تعرضت إلى النبذ ، لقد طردني النحل خارج الخلية ، وادعوا أنني لست منهم ، فما شأني ؟ لقد خلقني الله نحلة ، وهم لا يعترفون بذلك ، أيمكن لأحد أن يتحكم في شاكلته التي فطره الله عليها ؟ ”

قالت الملكة للنحلة الحلوة : ” لا بأس أيتها النحلة الحلوة ، دعك مما قالوا ، وما فعلوا ، فأنا أرغب في مساعدتك ، ولكن دعينا الآن نفكر في طريقة ، نثبت بها أنك نحلة كبقية النحل ، وإن ثبت ذلك ، فأعدك أن تكون لك السيادة على بقية النحل الموجود في الخلية .

أخذت النحلة تقوم بالأدوار التي طلبتها منها ملكة النحل ، وكانت تقوم بها على أكمل وجه ، وكانت تذهب كل يوم ، كي تمتص الرحيق من الأزهار ، ثم تعود إلى الملكة فرحة ، تتمنى أن يأتي اليوم ، الذي تثبت فيه إلى الملكة أنها قدر المسئولية ، والأهم أن تثبت لبقية النحل الموجود في الخلية ، أنها تشبههم ، وهي منهم بالفعل ، ولا دخل لها بشكلها الذي يرفضونه .

وذات يوم ، تأكدت الملكة من صدق النحلة ، وعقدت اجتماعًا طارئًا بين النحل كله ، وأعلنت فيه أن النحلة الحلوة ، كغيرها من النحل ، وأن لها السيادة عليهم جميعًا ، وعلمتهم أنه لا ينبغي لأحد ، أن ينبذ غيره ، بسبب اختلاف في الشكل ، لأن الله يخلقنا كما يشاء ، ويحسن في تصويرنا ، فلا ينبغي أن نعيب في غيرنا ، أو نذمه مهما كان ، وقالت لهم : ” أيها النحل ، افعلوا الخير ، وتعاملوا على أساسه ، وإياكم أن تنخدعوا بالمظاهر ، فكلكم سواء ” .

By Lars