كان ياما كان ، يا سعد يا إكرام ، كان هناك رجلًا ، في يوم من الأيام ، متجهًا في طريقه ، إلى سفر طويل ، ورحلة شاقة ، ومتعبة ، ظلت الرحلة فترةً طويلةً ، وأثناء عودة ذلك الرجل إلى موطنه الأصلي ، الذي غادره ، حتى يقوم برحلته تلك ، قد لاحظ بين الجبال جبلًا مميزًا ، وفريدًا من نوعه ، يطل بمنظره الرائع على مكان موطنه الأساسي .
على الفور ، أسرع ذلك الرجل ، والفرحة ، والسعادة تغمر قلبه بالعودة إلى موطنه ، الذي اشتاق إليه ، بعد طول غياب ، ومن فرط سعادة الرجل الغامرة ، قام بإتلاف جميع عتاده ، هذا فضلًا عن : مطعمه ، ومشربه ، الذي كان لا زال متبقيًا معه من رحلته .
فلما وصل الرجل إلى ذلك الجبل ، الذي أدهشه ، وأعجبه ، أيما إعجاب ، وجد أن أهله ، الذين كانوا يسكنونه ، قد رحلوا عن ذلك المكان ، مما جعل ذلك الرجل يندم ندمًا شديدًا ، على ما قام بفعله ، ومن خلال هذا الموقف ، يتضح لنا أن ذلك الرجل ، قد فكر بالفعل ، إلا أن نوع تفكيره ، كان يتسم بالبدائية ، والسطحية الشديدة .
على الرغم من أنه ، إن كان قد فكر للحظات تفكيرًا نقديًا ، لكان وجد أنه من الممكن ، واليسير أن يكون ذلك الجبل ، الذي شاهده ، هو في حقيقة الأمر ، جبل آخر ، يشابه فقط الجبل ، الذي يميز ، وبعلم به موطنه ، أو أنه يفكر في طريقة أخرى ، يعبر خلالها عن سعادته ، برجوعه إلى موطنه ، غير ذلك الموقف السلبي ، الذي قد صدر منه ، والذي جعله يتلف جميع ما تبقى معه من طعام ، أو شراب .
فالفكر الناقد في كثير من الأحيان ، هو عين السبيل إلى الوصول إلى الحقيقة ، والصواب ، فكما نعلم عن قصة نيوتن ، حينما سقطت فوق رأسه تفاحة ، من أعلى الشجرة ، فإنه قد فكر تفكيرًا ناقدًا ، تمثل في التفكير حول السبب ، الذي أدى إلى سقوط التفاحة إلى أسفل بالذات ، وبالتالي ، ومن خلال اكتشافاته ، وأبحاثه المتعددة ، والناقدة ، تمكن من التوصل إلى قانون الجاذبية الأرضية ، الذي أهداه إلى العالم أجمع .
وقد فتح ذلك القانون سبلًا جمة ، للعديد من القوانين ، والاكتشافات الأخرى ، كل ذلك كان بسبب نظرة فاحصة ناقدة ، تحمل العديد من التخمينات ، التي خضعت للفحص ، والتجارب فيما بعد ، حتى تم التوصل إلى حقيقة ثابتة ، وراسخة ، إلى يومنا هذا ، فمن المهم أن نفكر تفكيرًا ناقدًا ، حيال العديد من الأمور ، التي نمر بها ، خلال حياتنا .