لقد وصل الإسلام إلى الأقطار والبلدان في جميع أنحاء العالم منذ أن بدأ الرسول صلّ الله عليه وسلم في إبلاغ رسالته الإيمانية ، والتي عمل على توصيلها الصحابة والتابعين والخلفاء بعد وفاة النبي الكريم ، وذلك من خلال الفتوحات الإسلامية المتقدمة ،  ومن البلدان التي دخلها الإسلام عن طريق الدعاة هي جمهورية كوسوفو Kosovo ، التي أصبحت دولة ذات أغلبية إسلامية .

جمهورية كوسوفو :
تقع جمهورية كوسوفو في جنوب شرق أوروبا أو منطقة البلقان ، وهي معروفة باسم جمهورية كوسوفو أو كوسوفا ، وقد أطلق عليها السلاطين العثمانيون اسم “قوصوة” ، وهي دولة تم الاعتراف بها جزئيًا ، وتحدها من الجنوب الشرقي جمهورية مقدونيا ، بينما تحدها صربيا من الشمال الشرقي ؛ ومن جهة الشمال الغربي يحدها الجبل الأسود ؛ وألبانيا من جهة الجنوب .

يبلغ عدد سكان جمهورية كوسوفو مليونين وثلاثمائة نسمة ، وعاصمتها الأولى كانت مدينة بريزرن Prizren ثم تم تغييرها لتكون العاصمة هي مدينة بريشتينا Pristina ، وقد كانت هذه الجمهورية منطقة ذاتية الحكم تابعة لصربيا حتى عام 2008م ، حيث أعلن البرلمان الكوسوفي استقلال بلاده ، وفي الوقت الحالي تعترف 108 دولة باستقلالها ، ويبلغ عدد المسلمين بها 95% من السكان .

دخول الإسلام إلى كوسوفو :
دخل الدين الإسلامي الحنيف إلى جمهورية كوسوفو أو البلاد البلقانية قبل الفتح العثماني ، وقد حدث ذلك عن طريق الدبلوماسيين والتجار والدعاة الذين سافروا إليها ، غير أن ذلك حدث على نطاق محدود وضيق ، حيث أن الانتشار الحقيقي للإسلام في هذه البلاد تم بعد مجيء العثمانيين ، وقد أدى ذلك إلى دخول شعوب البلقان أفواجًا في الإسلام .

بعد دخول الشعب البلقاني في الإسلام بهذه الأعداد الهائلة ؛ أثبتوا حُسن إسلامهم ، وأصبح منهم القادة العظام في فترة الدولة العثمانية مثل بالابان باشا وهو كان أحد القادة في فتح القسطنطينية ، كما كان منهم كبار الشعراء والكتاب الذين قاموا بالتأليف بخمس لغات وهم العربية والتركية والبوسنية والألبانية والفارسية أمثال محمد عاكف أرسوي .

وأصبح الحكم العثماني أكثر تمكنًا في جزيرة البلقان بشكل نهائي بعد معركة كوسوفو أو قوصوة ، والتي كان قائد المسلمين فيها هو السلطان مراد الأول ؛ حيث أنه قاد الجيش الإسلامي بنفسه في تلك المعركة الشهيرة ، غير أنه اُستشهد قبيل انتصار الجيش الإسلامي ، وقد تسلم السلطان بايزيد القيادة من بعده ، والذي تمكن من تحقيق الانتصار على الجيوش الأوروبية المتحالفة ؛ حيث قتل الملك لازار الصربي خلال عام 1389م .

وقد خضعت كوسوفو وصربيا إلى الحكم العثماني بعد تلك المعركة الحاسمة ، فيما عدا مدينة بلغراد ، والتي تم فتحها هي الأخرى في عهد السلطان سليمان القانوني خلال عام 1521م ، حتى أصبحت ولاية كوسوفو أكبر الولايات العثمانية في حدود أوروبا على مدار خمسة قرون ، وبذلك أصبحت كوسوفو واحدة من أبرز البلدان التي تحتوي على الأغلبية العظمى من سكانها من المسلمين .

والقبائل الإيليرية ذات الجنس الآري هي التي تُمثل أصل الكوسوفيين الألبان ، وقد أُطلق عليهم أكثر من اسم مثل الأرناؤوط والألبان ، وقد أكد المؤرخون أنهم أول من نزلوا شبه جزيرة البلقان منذ أكثر من ثلاث آلاف سنة أي في عصر ما قبل التاريخ ، وهكذا نشأت هذه الجمهورية وانتشر فيها الدين الإسلامي فيما بعد .

By Lars