يتشوق الكثير منا إلى السكن في قصرٍ كبير ، به من الخدم والحشم الكثير ، وله من الفخامة والرقي ما يجعله ذو مظهر براق ، ولكن لا يغرنك أبدًا المظهر العظيم للمكان ، فهذا القصر الكبير الذي قد تنبهر بمجرد رؤيته له قصة مرعبة ، تجعلك تفكر مليًا قبل أن تقرر السكن في قصٍر كقصر مودوس .
يقع ذلك القصر في مقاطعة فيرفيلد بولاية أوهايو الأمريكية ، وقد دارت حوله العديد من الشائعات التي تقول أنه مسكون بأشباح عائلة ماتت منذ سنوات طويلة في ظل ظروف غامضة ، والجدير بالذكر أن هذا القصر قد تم هدمه من قبل المالك قبل عامين من الآن وبالتحديد في 21 سبتمر2015م .
ووفقًا لرواية السكان المحليين ، كان هذا القصر مسكون من قبل مسئول حكومي رفيع المستوى ، عاش فيه بعد الحرب الأهلية عام 1800م ، وكان يحتفظ بالعديد من العبيد في قصره ، بما يخالف القوانين آنذاك حيث أنه لم يلتزم بها ، وكان يحبس العبيد في بناء خارج قصره .
كان هذا الرجل يعامل عبيده معاملة سيئة للغاية ، حتى أن أحد هؤلاء العبيد قام بحفر نفق تحت جدار البناء الخارجي الذين كانوا محبوسين في داخله ، وذات ليلة بينما كان يحفر ظهر له بصيص من الضوء ، فأدرك أنه قريبٌ جدًا من الخارج ، وظل بعدها يحفر حتى استطاع الخروج .
لم يهرب ذلك العبد وإنما ذهب إلى القصر ، وقتل كل من كان فيه أثناء نوم الجميع ، وبعدها هرب هو وكل العبيد المحبوسين ، وفي اليوم التالي اكتشف الجيران مقتل جميع من في القصر ، ولم تستطيع الشرطة العثور حينها على القاتل أبدًا .
بعدها ظل هذا المنزل شاغرًا لسنوات عديدة ، ولكن رغم ذلك كانت الجيران تشتكي من سماع صوت صرخات غريبة ، تأتي من داخل قصر مودوس ، لذا كان الجميع يعتقد أنه مسكون بأشباح تلك العائلة التي قتلت فيه ، ومن وقتها لم يجرؤ أحد على دخول القصر أبدًا .
وفي عام 1895م اشترى ذلك القصر رجل يدعى مارتن يول ، وانتقل مع زوجته وأطفاله الثلاث للسكن به ، ولكن منذ أن انتقلت تلك الأسرة إلى هناك لم يراها الجيران مرة ثانية ، وتعجبوا من عدم خروجهم من المنزل وشعروا أن هناك شيئًا غريبًا يحدث .
وحينما حاول أحد الجيران النظر عبر النافذة باتجاه ذلك القصر ، رأى امرأة تلبس قميص نوم أبيض وتقف دون حراك أمام النافذة ، وكان كلما استرق النظر إلى القصر ، لا يرى سوى تلك السيدة المتسمرة أمام النافذة بملابسها البيضاء .
وبعد عشرة أيام من انتقالهم للقصر وعدم رؤية الجيران لهم ، تطوع بعضهم لإبلاغ الشرطة وطلبوا منهم التحقق مما يحدث داخل قصر مودوس ، وعندما اقتحم رجال الشرطة القصر وصعدوا للطابق الثاني ، استقبلهم مشهد مرعب حيث كان جميع أفراد الأسرة معلقين من رقابهم ومشنوقين بسقف القصر ، وكانوا يرتدون جميعًا ملابس النوم البيضاء .
ويبدو أنهم انتحروا سوية لسبب لا يعلمه أحد ! أما عن السيدة التي كانت تقف متسمرة في النافذة ، فكانت هي الأم نفسها تقف مشنوقة أمام النافذة بثوبها الأبيض ، بعد ذلك ظل هذا القصر شاغرًا لا يعيش به أحد ، ولا يُسمح لأي شخص بالاقتراب منه خوفًا على حياته .
ولما كثرت عنه الشائعات أطلق الأطفال المحليين عليه اسم بيت الرعب ، كما ظل السكان المحليون يرون أشباح ترتدي الأبيض لفترة طويلة ، وتظهر من خلال نوافذ ذلك القصر الغريب حتى تم هدمه عام 2015م .