تحكي تلك القصة عن ثلاثة أصدقاء هم شوازينجر وأرنولد وديفيد ، كانوا يمزحون سويًا ويحكون معًا عن واحدة من قصص الرعب ، التي تتحول فجأة من مجرد قصة خيالية لحقيقة تتجسد أمامهم ، وتصبهم بالفزع والهلع لدرجة أن بعضهم يزج بنفسه من شباك النافذة .

ويحكى شوارزينجر عن قصته فيقول : تبدأ حكايتي عندما كان عمري 12 عامًا ، وكان والدي في عطلة نهاية الأسبوع وترك المنزل وغادر لفترة قصيرة ، فلما وجدت نفسي وحيدًا دعوت اثنين من اصدقائى ، هم ديفيد وارنولد جلسنا في غرفة نومي نستمع للموسيقى ، وبعدها طرأت على ذهني فكرة جريئة .

فدخلت وخفضت صوت الموسيقى ، وقلت لهم لماذا لا نحكى بعض القصص المخيفة فأنا في مزاج جيد الليلة ، فقال ديفيد : إنها فكرة جميلة هيا بنا نحكي ،  من سيبدأ أولًا ؟ فتطوعت ولكن آه أنا لا اعرف ما ينبغي أن أقول !

وما هي إلا لحظات استجمعت فيها أفكاري ، وقلت لهم : سأقص عليكم قصة رهيبة جدًا سمعتها مرة واحدة منذ سنوات بعيدة ، حيث كان هناك رجل لديه ابن يبلغ من العمر 7 سنوات ، وزوجته متوفيه منذ ولادة ابنة ، وكانوا يعيشون وحدهم في الريف ، وأقرب جيرانهم كانوا يبعدون عنهم أميال .

لم يكن لديهم أي وسيلة للترفية حتى الهاتف ، وفى يوم من الأيام عاد الأب إلى المنزل ، وإذا به يجد المنزل يحترق والنار تشتعل بكل ركن فيه ، فبدأ يبحث عن ابنه بين النيران ، وسمع صراخه وهو يقول : أبى أبى أنقذني ساعدني ، فقد كان الطفل محاصرًا في غرفة نومه .

حاول الأب فتح الباب ولكنه لم يستطع أبدًا ، فأخذ الحريق يزداد أكثر فأكثر حتى اقترب منه وزحف على غرفة الطفل ، فأحضر الأب فأسًا وحاول كسر الباب ولكن دون جدوى ، فقد داهمته النار واحترق هو وطفله .

وبعدها نظرت إلى أصدقائي في ريبة ، وقلت لهم إنها ليست مخيفة أليس كذلك ؟ فقال ديفيد إنها قصة ضعيفة ، وليست مخيفة بل هي مأساوية بعض الشيء ، فقلت لهم إذن سأكمل لكم القصة : وتابعت كلامي قائلًأ : وبعد ذلك ظهر شبح الأب المكلوم ، وكان لا يزال يريد أن يفتح الباب وينقذ ابنه .

هنا ضحك أرنولد وقال لنا : يجب أن نمثل تلك القصة المثيرة ، وبدأ ارنولد يصرخ ويقول أبى أبى أنا احترق ساعدني ، فاندمجت معه وصرخت أنا أيضًا ، وأخذت أقول : لا تقلق يا صغيري فأنا قادم لأنقذك ، وبعدها أخذنا نضحك جميعًا وقال إنها مجرد قصة غبية .

لكن ونحن في خضم الضحك ، سمعنا صوتًا قويًا جدًا يدق باب غرفة نومي ، فتوقفنا جميعًا عن التمثيل وتجمدنا في أماكننا ، وأصبحت الغرفة في برهة واحدة صامتة تمامًا ، واستمر الطرق بقوة على الباب ، وسمعنا رجل يصرخ وكأنه حيوان يموت واستمرت صرخاته الغريبة .

وعم الشعور بالرعب داخلنا ، ولم يستطيع ديفيد الاستمرار والبقاء في الغرفة مع تزايد الطرق ، فقفز من النافذة وسمعنا صوته يبكي ويئن من شدة الألم بعد ذلك ، واستمر الطرق المخيف على الباب ، وبدأنا نشم بعدها رائحة حريق تنتشر في الغرفة وكأنها رائحة حريق لحوم لا تطاق .

ولما هدأ الصوت وبدأ في الاختفاء تدريجيًا ، قال لي ارنولد ماذا علينا أن نفعل ؟ يجب أن نخرج حالًا من المنزل ، وبالفعل حاول ارنولد أن يخرج ببطء من الباب ، ولكنه حينما فتح المقبض وخرج ببطء ، تسمر فجأة في مكانه ، وقال بصوت عالي ما هذا انه شبح يحترق !؟  لقد رأيت رجلٌ غريب أسود اللون يحترق .

وبعدها أمسك شيء ما بأرنولد ورفعه إلى أعلى ، فوقفت في الغرفة متحجرًا تمامًا ، وترك هذا الشيء الخفي أرنولد فجأة ، فقمت بسرعة بإغلاق باب الغرفة ، وقفزت من النافذة وكسرت رجلى ، أما ارنولد فهرب ولم أشاهده مرة أخرى بعد تلك الليلة.

ومنذ تلك الليلة وأنا أخشى من صوت قرع الأبواب والنوافذ ، واستمرت معي تلك الحالة حتى أخذني أبى إلى طبيب نفسي ، وظللت أتابع معه لفترة طويلة ، ولكن لا يزال الخوف من فتح الأبواب يشعرني برعب شديد حتى الآن .

By Lars