قد إدرج قصر فرساي أنه مكان للتراث العالمي منذ حوالي 40 عامًا، كما هو من أعظم الإنجازات الفن الفرنسي خلال القرن السابع عشر، فقد قام لويس الرابع عشر بتغيير جناح الصيد القديم الخاص الذي ان للويس الثالث عشر وقام بتوسيعه حين أسسس المحكمة والحكومة به في عام 1682، استمرت سلسلة من الملوك في سكنة القصر حتى الثورة الفرنسية.
قصة تاريخ قصر فرساي
في عام 1789، قد قامت الثورة الفرنسية بإجبار لويس السادس عشر على ترك فرساي إلى باريس، ولم يكون القصر أبدًا مقرًا ملكيًا، وقد أصبح للقصر دور جديد خلال القرن التاسع عشر، عندما تحول لمتحف تاريخي لفرنسا في عام 1837 بناء على أمر من الملك لويس فيليب، الذي صعد للعرش في عام 1830. وقد تم تخصيص غرف القصر لتحتوي مجموعات جديدة من اللوحات والمنحوتات التي توضح الشخصيات العظيمة والأحداث المهمة التي شكلت تاريخ فرنسا، وقد توسعت هذه المجموعات وصولاً لأوائل القرن العشرين، وفي هذا الوقت، حين قام أمين القصر البارز بيير دي نولهاك بأن أعاد اكتشاف دور القصر التاريخي حين قام بأسترجع شكل الجزء المركزي كله إلى المظهر السابق كما كان عليه في الحكم ملكي، وهي ما عرفت بالرجوع للحكم السابق أو Ancien Régime.
وقد كانت فرساي هي مجرد قرية في هذا الوقت، ومن ثم تم اصلاح هذه القرية في عام 1673 حتى يتم تحولها لمدينة جديدة، وهي التي كان لويس الرابع عشر يريد في إنشائها، يُعتبر القصر حاليًا هو محور التخطيط الحضري لفرساي، وأصبحت فرساي الآن بعيدة كل البعد عن المدينة الريفية التي كانت عليه من قبل، لا يزال حتى الآن يوجد حديقة في الجانب الغربي من عزبة فرساي تحيطها الغابات والزراعة.
قصص الملوك الذين عاشوا في القصر
لويس الثالث عشر وفرساي
أتى شاب يدعى دوفين وهو الذي سيصبح لويس الثالث عشر، إلى مدينة فرساي في أول رحلة صيد له في 24 أغسطس 1607، وقد وجد غابة ,بها الكثير من الرياض، مما أسعد والده هنري الرابع، وفي عام 1610 تم تتويج الملك لويس الثالث عشر، وفترة عام عام 1621 قد زاد إعجابه بفرساي أكث فأكثر، فقد كان المكان مثالي كونه فيما بين مقر إقامته الاساسي في Saint-Germain-en-Laye وبين العاصمة باريس، المكان محاطًا بالغابات التي تحتوي الكثير من الحبوانات، وفي نهاية عام 1623، يقرر الملك انشاء نزل صغير للصيد حيث يتمكن من البقاء ليلًا بالمكان، واقام فيه لأول مرة في يونيو 1624، فقد كان منزلًا ريفيًا صغيرًا، وفيما بعد قد قرر لويس الثالث عشر أن يعيد بناء هذا البيت في عام 1631، وقد استمر البناء وصولاً لعام 1634 ووضعت أساسات القصر الذي هو قائم اليوم، كما قام الملك بشراء جزء من إقطاعية فرساي عام 1632.
عهد لويس الرابع عشر
يتصل تاريخ قصر فرساي بشكل وثيق مع شخصية لويس الرابع عشر، على الرغم من أن موقع القصر كان متواجد لقرون قبل حكمه، فقد كان لويس الرابع عشر معجبًا حقيقيًا بفرساي في وقت ماضي، وقرر توسيع مكان إلى ما وراء القصر والذي طوره من نزل الصيد المبني من الطوب والحجر الذي بناه والده أولاً، وقد تولى الملك، الذي كان مهتم برؤية كل مميزات القصر ال عظيمة وبالاخص الغابات المحيطة به، وأخذ هو دور المهندس المعماري، وبنى تحفة فنية ستبقى مرتبطة به إلى الأبد.
قد زار لويس الرابع عشر قبل الحكم لأول مرة إلى فرساي في أكتوبر 1641، عندما قام والده لويس الثالث عشر بارساله هو وشقيقه إلى فرساي للبعد عن عدوى وباء الجدري الذي اقتحم قصر سان جيرمان أونلي، وقد كان في هذه الفترة في عمر ثلاث سنوات فقط وليس الكثيرين يعرفون عن هذه الزيارة، ثم كانت زيارته المعروفة التالية في عام 1651 عندما أصبح الملك لويس الرابع عشر وكان عاشقا لمتعة الصيد، وبحسب إصدار جازيت دو فرانس في 18 أبريل، كان يوماً يرافق الملك المحافظ الذي استقبله على العشاء في وجود قبطان القصر رينيه دي لونجويل، ماركيز أوف ميزون.
منذ ذلك الوقت، غالبًا ما وجد الملك الشاب طريقه للتواجد أكثر في قصر فرساي، سواء مع شقيقه ووالدته آن من النمسا والكاردينال مازارين، وقد كان مغرمًا بالمكان حتى أنه في عام 1661 بعد وقت قصير من وفاة وزيره الأول، قام بأعمال تجديدات بالقصر، والذي استمر حتى نهاية حياته في عام 1715، شهد القصر وأبنيته خططاً مستمرة لمشاريع البناء، بما في هذا الفناء الأمامي في عام 1662 وأيضاً مغلف لو فاو من 1668 حتى 1670، وفي أجنحة وزراء الخارجية في عام 1670و1671، كذلك الجناح الجنوبي في 1679 حتى 1681، والمجمع الكبير في 1681 حتى 1684، وفي الجناح الشمالي في 1685 حتى 1689، وبناء الكنيسة الملكية في 1699 حتى 1710.
عهد لويس الخامس عشر
بعد موت لويس الرابع عشر في سبتمبر 1715، تتغير مكان المحكمة من قصر فرساي ليتحول لفينسينز وفي خلال مدة وجيزة ذهبت لباريس في ديسمبر التالي، وتعرض قصر فرساي لفترة طويلة من الإهمال، ولكن أهتم حاكم العقار على تحديث عرض نافورة Grandes Eaux كل أسبوعين حتى تكون في حالة جيدة، فقد أصبح القصر مجرد مصدر للفضول، كما أن لم يزور الشاب لويس الخامس عشر قصر فرساي إلا في 15 يونيو 1722، بناءً على طلبه منه لرؤية فرساي، كان همه الأول هو إكمال عمل جده الكبير، كما انه بدأ أيضًا في إنشاء مساحات أكثر خصوصية وحميمية لإتقان مساحات المكان، كما حرص على زيادة عدد الغرف الصغيرة التي كان يشعر فيها براحة أكبر من الأماكن العامة الكبيرة التي بناها لويس الرابع عشر، وبالرغم من احترامه للمكان، لم يكن لويس الخامس عشر يعيش فقط في فرساي ولكن أغلب أقامته كانت في فونتينبلو ومارلي وكومبين، وكذلك في القصور النائية عن مقر السلطة مثل تشويسي ولا مويت وسانت هوبير وبلفيو.
لكن خلال مدة حكمه، تم في القصر أعمال كبيرة سواء بالداخل وبالخارج، بما في هذا تجديد كامل لشققه، وتم هدم درج السفراء، وبنية مسرح كبير وهو ما عرف بدار الأوبرا الملكية، التي بدأ فيها لويس الرابع عشر، في فرساي، وحين بدأ يعاني من الأعراض الأولى لوباء الجدري في تريانون، تم نقل الملك لويس الخامس عشر على الفور إلى قصر فرساي، حيث توفي في 10 مايو 1774.
عهد لويس السادس عشر
ولد لويس السادس عشر بقصر فرساي مثل جده، وتولى الملك قبل سن العشرين، وقد كان زواجه من أرشيدوقة النمسا ماري أنطوانيت عام 1770 داخل دار الأوبرا الملكية وهي من أحد أعظم الأحداث التي تمت في فرساي في نهاية القرن الثامن عشر، وقد قضى الملك لويس السادس عشر أغلب وقته في قصر فرساي، حيث أقام في الكثير من المشاريع الداخلية، بينما كان يعيش في غرفته الخاصة والتي كان يدرس فيها شتى العلوم التي أحبها بشكل كبير، كان محباً جدًا بزوجته وفي عام 1774 قدم لها قلعة Petit Trianon، التي بناها لويس الخامس عشر للسيدة دي بومبادور وعاشت لأول مرة من قبل السيدة دو باري، وجعلتها ماري أنطوانيت مكانها الخاص.