قصة سورة النجمقصة سورة النجم

قصة سورة النجم وسجود المشركين:

سورة النجم من السور المكية التي نزلت بعد الهجرة الأولى للمسلمين إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة.

بدأت السورة بقسم الله تعالى بالنجم، وهو علامة على عظمة خلق الله وعظيم قدرته.

يقول الله تعالى في مطلع السورة:

“والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى.”

ثم تتابع الآيات لتؤكد على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلقيه الوحي من الله،

وتتناول السورة أيضًا قصة الإسراء والمعراج. يُعتقد أن المقصود بشديد القوى هو جبريل عليه السلام الذي علّم النبي عليه الصلاة والسلام القرآن،

ورآه عليه الصلاة والسلام على صورته الحقيقية في السماء الدنيا.

سجود المشركين عند سماع سورة النجم:

عندما نزلت سورة النجم، وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يتلوها،

كان المشركون من قريش يستمعون مع المسلمين. وعندما وصل النبي إلى الآية الأخيرة التي تقول:

“فاسجدوا لله واعبدوا”،

سجد النبي عليه الصلاة والسلام وسجد المسلمون معه. وبالرغم من كفرهم وعنصريتهم،

سجد المشركون أيضًا تأثرًا بجلال القرآن وهيبته، إلا رجل واحد وهو أمية بن خلف،

الذي أخذ حفنة من التراب ووضعها على جبهته تعبيرًا عن رفضه للسجود.

تقول الروايات أن المشركين تأثروا بقوة الكلمات والمعاني القرآنية،

حتى أنهم لم يستطيعوا مقاومة الأمر الإلهي بالسجود.

إلا أنهم عادوا لاحقًا واعتذروا وادعوا أن السجود كان نتيجة خطأ،

مبررين فعلتهم بحجج كاذبة ليهربوا من اللوم الذي واجهوه من سائر المشركين.

رواية الغرانيق:

هناك رواية ضعيفة ومكذوبة تسمى “حادثة الغرانيق”،

حيث يُقال أن النبي صلى الله عليه وسلم حين وصل إلى قوله تعالى: “أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى”،

نطق بعدها بما يسمى “تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى”،

وهي رواية مدسوسة ولا أصل لها في الدين. هذه الرواية ادعت أن الشيطان أدخل تلك الكلمات على لسان النبي،

لكنها باطلة لأن الله عز وجل عصم النبي عليه الصلاة والسلام من تحريف الوحي،

وجعل القرآن الكريم محفوظًا من أي تحريف أو زيادة.

كما أن القرآن نفسه قد رد على مثل هذه الادعاءات وأكد على أن “ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”،

مما يوضح أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم في تلاوة القرآن هو كلام من عند الله تعالى.

عودة المسلمين من الحبشة:

بعد هذه الواقعة، انتشر بين المسلمين المهاجرين في الحبشة أن قريش قد أسلمت نتيجة لتأثرهم بسورة النجم وسجودهم مع النبي عليه الصلاة والسلام، فقرر بعضهم العودة إلى مكة معتقدين أن الوضع قد تغير وأن الكفار قد قبلوا بالإسلام. لكن عندما عادوا اكتشفوا أن الحال لم يتغير، وأن المشركين ما زالوا على كفرهم وعدائهم للنبي وأتباعه، فاضطر بعضهم للعودة مرة أخرى إلى الحبشة.

الدروس المستفادة من سورة النجم:

  1. صدق الوحي: تؤكد سورة النجم على صدق الوحي الذي تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا ينطق عن الهوى، بل هو وحي من الله.
  2. التأكيد على الإيمان: تقدم السورة دلائل عظيمة على قدرة الله وعظمته، بما في ذلك رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام في صورته الحقيقية.
  3. التوحيد: تسلط السورة الضوء على بطلان عبادة الأصنام مثل اللات والعزى، وأن هذه الأسماء هي مجرد أسماء صنعها البشر وليس لها أي سلطة أو تأثير.
  4. العفو والتسامح: على الرغم من إيذاء المشركين للنبي والمسلمين، كانت الدعوة إلى التوحيد مستمرة، ولم يسعَ النبي عليه الصلاة والسلام للانتقام بل كان يسعى لهداية الناس.

قصة سورة النجم

سورة النجم تُعَدّ من السور القوية التي أثرت في نفوس العرب، حتى المشركين منهم، وتوضح مدى عظمة القرآن الكريم وتأثيره الفوري على من يستمع إليه، كما تعزز مفهوم الإيمان والتسليم الكامل لله وحده.

المصدر:عرب كلوب

الأبراج اليومية على الفاسبوك

By Lars